حكم الإيمان بالغيب وتعريفه

من خلال هذا المقال من موسوعة بإمكانك فهم حكم الإيمان بالغيب وتعريفه، مفهوم الغيب يعني أي شيء غاب عن المعرفة والوعي البشري، الإيمان بالغيب ذكر في القرآن الكريم في سورة البقرة (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة وينفقون مما رزقناهم)، ويتعلق علم الغيب بالأحداث المستقبلية في حياة الإنسان، والإيمان بالغيب يعد إشارة للإيمان، وعلم الغيب هو علم معرفته لله وحده ولا يمكن للإنسان أن يدركه، كما يقول الله تعالى في القرآن الكريم (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله).

حكم الإيمان بالغيب وتعريفه

• يجب على كل مسلم الإيمان بالغيب، وذلك لأن الإيمان بالغيب هو أساس الإيمان بالله وبأن الله وحده هو الذي يعلم الغيب.
• لا يمكن للإنسان الوصول إلى المعرفة بالغيب، بغض النظر عن تقدم الوسائل التي يستخدمها، حيث أن علمه وتدريكه محدودان.
• يفقد المسلم إيمانه إذا لم يؤمن بالغيب، لأن ذلك يعني عدم الإيمان بالله، وهذا هو الكفر.
• مثل الإيمان بالغيب من أبرز صفات المؤمنين، كما قال تعالى في سورة الملك (إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر عظيم)، وقال تعالى في سورة فاطر (ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منها شيء ولو كانت محمولة على ظهر قريب، إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب، ويقيمون الصلاة، ويزكون أنفسهم، وإلى الله المصير).

تعريف حكم الإيمان بالغيب

• مفهوم الإيمان بالغيب يُشير إلى الإيمان الكامل واليقين بكل الأمور الغيبية الهامة، بما في ذلك الإيمان بالله ورسله واليوم الآخر.
• ذات الله وملائكته ورسله واليوم الآخر هي غيبيات لأن الإنسان لم يشهدها.
• الإيمان بالغيب يشير أيضًا إلى الإيمان باللسان واليقين من القلب والقيام بالأعمال الصالحة بالجوارح.

أنواع الغيب

بشكل رئيسي ينقسم الغيب إلى نوعين وهما ما يلي:

الغيب المطلق

• وهو الغيب الذي لا يعرفه أي شخص من البشر، فقط الله وحده يعلمه.
• وتم ذكر الغيب الكامل في العديد من سور القرآن الكريم ومنها سورة النمل (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون).

الغيب النسبي

• الغيب هو ما لا يعرفه بعض البشر والآخرون قد يكونون جاهلين به، وهناك أشياء قد تحضر للبعض وتخفى عن البعض الآخر.
• قُسم الغيب النسبي إلى نوعين: فمنهم من حضر النوع الأول ومنهم من لم يحضره، تمامًا كقصص الأنبياء.
• بينما يعتبر النوع الثاني هو الذي كشف عنه الوحي، ويتعلق ببداية حياة الإنسان على الأرض.

مفاتيح الغيب

• ذكرت مفاتيح الغيب في القرآن الكريم، وتحديدا في سورة الأنعام: `وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو`، كما ذكرت مفاتيح الغيب في سورة لقمان: `إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير`.
• لا يعرف أحد تفاصيل مفاتيح الغيب بالتوقيت الصحيح إلا الله، وتتضمن مثل هذه التفاصيل ما يلي:
• يعتبر تحديد موعد قيام الساعة أمرًا لا يعرفه أحد من بين البشر.
• يصعب تحديد موعد ومكان نزول المطر بالتحديد.
• في الأرحام، لا يمكن معرفة رزق الله في الإنجاب أو نوع الجنين في بداية الحمل.
• الأحداث المستقبلية التي تحدث في العالم أو للإنسان فلا يعلمها إلا الله.
• موعد الموت غير معلوم لأحد من البشر، ويحدث انتزاع الروح في أي لحظة.

خصائص الغيب

يتسم الغيب بعدد من الخصائص التي نوضحها لك فيما يلي:

• لا يعرف هذا العلم إلا الله وحده، ولا يستطيع أي شخص من مخلوقاته تحقيق هذا العلم الكامل، ويقول الله في كتابه الكريم: (قُلْ لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ).
• لا يعلم أحد من الجن الغيب، الذي لا يعرفه البشر إلا فقط. وفي كتابه الكريم، يقول المولى (فلما خر تبينت الجن أنهم لو كانوا يعلمون الغيب، ما لبثوا في العذاب المهين).
• لا يعرف الغيب إلا من يختاره الله لذلك من بين الرسل، حيث يتمكن من معرفة بعض الغيبيات بأمر من الله، علماً بأنه لا يعلم الغيب بشكل كامل، ويأتي دليل على ذلك في قوله تعالى (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا*إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا).

من بين خصائص الغيب الأخرى، أنه لا يرتبط بالحكم في الأرض ولا يتعلق بالبناء والتطوير.

أثر الإيمان بالغيب في التصور والسلوك

يحمل الإيمان بالغيب العديد من التأثيرات الإيجابية على المسلمين، وتشمل بعض هذه التأثيرات ما يلي:

• يشير الشعور المستمر بأن الله يُراقب المسلم في كل وقت، إلى أنه يُساعد المسلم على الشعور بالخوف من الله وبالوقوع في المعاصي.
• يساعد الإيمان بالغيب على السعي لطاعة الله وإتباعه، وذلك للفوز بنعيم الآخرة والدخول إلى الجنة.
• نيل الهداية والتقوى من الله.
• من أسباب مغفرة الذنوب لقوله تعالى (إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير).

الإيمان بالغيب في القرآن

تحتوي العديد من سور القرآن الكريم على ذكر الإيمان بالغيب، وتشمل ذلك ما يلي:

• يا أيها الذين آمنوا ، سيبتليكم الله بشيء من الصيد الذي تنالونه بأيديكم ورماحكم ، ليعلم الله من يخافه بالغيب ، فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم).
• سورة يس ( إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ).
• لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان لكي يقوم الناس بالعدل وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز).
• سورة الملك (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ).
• سوة البقرة (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ).

في ختام هذا المقال، تم توضيح حكم الإيمان بالغيب وتعريفه، وأنواع الغيب ومفاتيحه وخصائصه، بالإضافة إلى آثاره على السلوكيات.