الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

الرشد موسى في سورة الكهف

الرشد موسى في سورة الكهف | موسوعة الشرق الأوسط

سورة الكهف من السور التي تتطلب التفكير العميق والتأمل، فهي تعلمنا أن المحن قد تحمل نعمًا ولكننا غالبًا ما نتجاهل ذلك بسبب ضيق أفقنا. ولكن المولى عز وجل هو القدير الذي يُدير الأمور بحكمته وقدرته، ولذلك سنقدم لكم في هذه المقالة تحليلًا جديدًا لسورة الكهف، مستندين إلى الرشد والحكمة.

جدول المحتويات

مواضع الرشد في سورة الكهف

تم ذكر كلمة الرُشد في القرآن الكريم، وبالتحديد في سورة الكهف، في عدة مواضع مختلفة، ويتم ذكرها لكم فيما يلي:

  • ذكر ذلك لأول مرة في الآية العاشرة، حيث قال تعالى: “إذ أوى الفتية إلى الكهف، فقالوا: ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا.
  • ثانياً: في الآية السابعة عشر من نفس السورة قال الله تعالى: “عندما تشرق الشمس تتجه نحو كهفهم من اليمين، وعندما تغرب تلامسهم من الشمال، وهم في فجوة منه، وهذا من آيات الله، من يهديه الله فإنه هو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.
  • ثالثاً: نص الآية الرابعة والعشرون من نفس السورة: `واذكر ربك إذا نسيت وقل عسىٰ أن يهدين ربي لأقرب من هٰذا رشدا`.
  • رابعاً: بالانتقال إلى الآية السادسة والستين يقول المولى: قال له موسىٰ هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا

تكرار كلمة الرشد في تلك السورة

نظرًا لأننا نعتبر بلاغة القرآن الكريم مهمة جدًا، ويجب التفكير فيها بعمق لتدبر حكمة الخالق سبحانه في هذا الأمر، فإنه من المؤكد أن هذا التكرار يحمل رسالة للقارئين.

يعني الرشد في تلك الآيات السابقة الصواب والحكمة والاستقامة، وقد يعني أيضًا الوصول إلى الحالة المثلى والحكمة والاستقامة. وبالتأكيد، فهو عكس الضلال.

الرشد مع أهل الكهف

يرفع هؤلاء الشباب شهاداتهم العلمية المكتسبة مع سجلهم الأكاديمي الخاص بهم، ويتوجهون بالدعاء إلى الله، يطلبون منه التوفيق والنجاح.

تجاوب الله سريعًا معهم، لأنهم نووا النية لله عز وجل، وتوجهوا إلى الخالق سبحانه، مما جعلهم نموذجًا يذكره الكثيرون من المسلمين ليستخدموه كمثال على المعجزات.

طلبوا من الله أن يرشدهم إلى الحق، لأن الرشد يأتي من الله وحده، ومن يُرشد إلى الحق فلا يضل بعده أبداً.

وفي المرتبة الثانية، يخبرنا الله تعالى بأن الرشد يمنح لأولئك الذين يتقوا الله ويتجهون إليه، وأما أولئك الذين ضلوا فسيتركهم الله بدون ولي أو مرشد.

الرشد موسى في سورة الكهف

في الثالث من المواضع المذكورة أعلاه، يطلب نبي الله موسى عليه السلام من الخضر أن يتبعه في رحلته لكي يتعلم منه، ويستخدم لفظ “أتبعك” بدلاً من “أرافقك” ليدل على أدب موسى مع الخضر، الذي يشبه تمامًا أدب التلميذ مع معلمه.

كان الهدف الأساسي لتبعية موسى هو الوصول إلى الرشاد، وهناك من يسعى للحصول على العلم من أجل الشهرة والثراء، بينما كان هدف نبي الله موسى هو الوصول إلى الرشاد.

في الموضع الرابع، يخبرنا الله تعالى بأنه من الضروري على كل مسلم أن يتوجه إلى الله ويطلب منه الهداية، حتى نعيش حياتنا على الطريق الصحيح ونحقق النجاح في الدنيا والآخرة.

على الرغم من مكانة الإنسان، فهو بالتأكيد بحاجة إلى الكثير من الحكمة والرشد ليصل إلى الحقيقة. حتى الأنبياء، الذين كانوا يمتلكون المعرفة الإلهية، كانوا يحتاجون إلى الدعاء إلى الله تعالى ليمنحهم الهداية.

يجب الإشارة إلى أن الرشد في سورة الكهف لم يقتصر على المواضع السابقة المذكورة فقط، بل كان هو المحور الرئيسي الذي دارت حوله فكرة السورة الأساسية.

تقوم قصص أهل الكهف وأصحاب الجنتين والخضر وذي القرنين، وغيرها من الأفعال والأحداث، على أساس الحكمة والعقلانية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى