الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

اذكر اربع من كبائر الذنوب وسبل الابتعاد عنها

Add a heading651 | موسوعة الشرق الأوسط

يتم تداول سؤال “اذكر أربعاً من كبائر الذنوب وسبل الابتعاد عنها” على محركات البحث في الفترة الأخيرة، ولذلك سنوفر إجابة تفصيلية من خلال مقالنا اليوم، فكبائر الذنوب تتمثل في الإثم الذي نهانا الله عز وجل عنه.

يجب الإشارة إلى أن مفهوم الذنوب يختلف عن مفهوم السيئات، حيث يغفر الله السيئات بالأعمال الصالحة ونستند في هذا الأمر إلى قوله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ الّليلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَيّئات)، أما الذنوب فتتطلب التوبة النصوحة إلى الله والعزم على عدم العودة لارتكاب المعصية مرة أخرى.

يتم في هذا المقال التركيز على تحديد الله عز وجل للمسلمين الكبائر من الذنوب التي ينبغي عدم الوقوع فيها، ويتم استعراض أربعة أنواع من الكبائر وطرق الابتعاد عنها، ويتطلب ذلك الشرح التفصيلي الذي سيتم تقديمه في المقال التالي المقدم من موسوعة.

اذكر اربع من كبائر الذنوب وسبل الابتعاد عنها

تشمل كبائر الذنوب المعاصي التي حددها الله عقوبتها في آيات كتابه العزيز، وهي النواهي التي أمرنا الله بتجنبها نظرًا لتأثيرها السلبي على قلب وعقيدة المسلم. فإن الذنوب تترك أثرًا سيئًا في قلب المسلم، حيث تسبب ظلمة القلب والوحشة والابتعاد عن طريق الهداية الذي يعتبر سبب وجودنا.

تشمل الكبائر الذنوب الأكبر، الشرك بالله عز وجل، والسحر، وقتل النفس، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، وعقوق الوالدين، ويستند ذلك إلى حديث شريف للرسول صلى الله عليه وسلم الذي نهى فيه عن السبع الموبقات. وتأتي الآيات القرآنية لنهي الإنسان عن ارتكاب هذه الذنوب الكبيرة إلى جانب العديد من الكبائر الأخرى التي سنتطرق لها فيما يلي.

أكبر الكبائر الشرك بالله عز وجل

  • تشير كبائر الذنوب إلى الخطايا التي حذر منها الله عز وجل في كتابه العزيز، ومن أهمها الشرك بالله وعبادة غيره، وذلك استناداً إلى حديث رسولنا الكريم ﷺ، حيث سئل عن أكبر الكبائر وجاء ردّه بالشرك بالله وعُقوق الوالدين، ثم أضاف أن قول الزور وشهادة الزور من الكبائر أيضًا.
  • يتمثل مفهوم الشرك في عدم التوحيد وتصوير إله آخر إلى جانب الله عز وجل، وقد بين الله في كتابه الكريم عقوبة من يفعل ذلك في بعض آياته، حيث قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ، وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)، ويتضح من هذه الآيات أنه لا يوجد مكفرات لذنب الشرك بالله.
  • إذا مات الإنسان وهو مشرك سينال جزاءه وهو النار، فقد قال الله عز وجل في كتابه الحكيم: (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) (72) [المائدة].

بما أننا نتحدث عن الشرك، فلا يمكن تجاهل الحقيقة أن الشرك ينقسم إلى نوعين، حيث يمثل النوع الأول الشرك الأكبر الذي يحدث عندما يخرج الفرد عن دينه ويستعين بغير الله عز وجل في قضاء حوائجه، وأما النوع الثاني فيمثل الشرك الأصغر الذي يحدث عندما يتم الرياء والحلف بغير الله عز وجل.

عقوق الوالدين من كبائر الذنوب

  • كرم الله عز وجل الوالدين وجعل لهم حقوقا على الأبناء، ينبغي عليهم الالتزام بها، فجاءت توصياته على الوالدين عز وجل مقترنة بتوصياته لنا في عبادته في الكثير من الآيات القرآنية، من بينها قوله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)
  • يتمثل عقوق الوالدين في مخالفتهم في الرأي وعدم احترامهم، ويتمثل أيضًا في قطع العلاقات الودية. وهو ثاني أكبر الكبائر بعد الشرك، وتشير كلمة عقوق الوالدين إلى العصيان أو الخروج عن طاعتهم، فإذا امتنع شخص عن بر الوالدين، فلن يكون هذا نافعًا له.
  • عقوبة العصيان للوالدين هي الحرمان من الدخول إلى الجنة وتعرض للشقاء في الحياة الدنيا، فقد قال رسول الله ﷺ: {ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة؛ العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث، وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن على الخمر، والمنان بما أعطى}.
  • العاق يتحمل عواقب فعله الخطيرة، ويجيب الله دعاء الوالد ضد ولده، وذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – أن هناك ثلاث دعوات مستجابة بدون شك: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد ضد ولده.

أكل مال اليتيم

  • اليتيم هو الشخص الذي فقد والده أو والدته، وقد نهانا الله عز وجل عن الاستيلاء على أموالهم أو التعدي عليها في آياته الكريمة حيث قال: (ولا تقتربوا من مال اليتيم إلا بالطرق الحسنة حتى يصل إلى سن البلوغ وقوفوا بالعدل في قياس الكيل والميزان، ولا نكلف النفس إلا وسعها، وإذا تكلمتم فكونوا عادلين حتى لو كان الشخص قريبا، وأدي العهد المؤكد من الله، فإن هذا هو الذي يذكركم) (الأنعام: 152).
  • يوجد العديد من الآيات القرآنية التي تحذر من عقوبة الاعتداء على حقوق الأيتام، من بينها قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) (النساء، الآية: 10) .

قتل النفس بغير الحق واحدة أعظم الكبائر

  • الاعتداء على حياة الآخرين بالقتل هو اعتداء على سلطة الله عز وجل، فهو الوحيد الذي له الحق في التحكم في مصير الخلق وحياتهم، ولا يجوز لأي شخص التعدّي على هذا الحق. وقد وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحكم عقوبة القتل، كقول الله عز وجل: `وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا` (النساء: 93).
  • يشمل قتل النفس أيضًا الانتحار، وهو من المحرمات ويعتبر من أكبر الكبائر، وقد أوصانا الله عز وجل بعدم الشروع في القتل سواء كان في قتل الغير أو قتل النفس، حيث قال تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)، والمقصود بقتل النفس هو الانتحار.
  • تحذر كتاب الله عز وجل من الكبائر بشكل كثير، ومن ضمن هذه الكبائر جريمة القتل، فمن ارتكب هذه الجريمة سيعاقب عقابا شديدا، ومن الآيات التي تحذر من القتل غير المبرر قوله تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلٰها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ۚ ومن يفعل ذٰلك يلق أثاما (68) يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا}.

حكم الشرع في قتل النفس

عندما نتحدث عن مسألة قتل النفس، يجب علينا الإشارة إلى أن هناك بعض الحالات التي يسمح الله فيها بالقتل، وذكر رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – هذه الحالات. فقد قال: “لا يجوز قتل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، إلا في ثلاث حالات: النفس بالنفس، والزاني الثيب، والمارق عن الجماعة”، ورواه عبد الله بن مسعود. وتفسير هذه الحالات هو:

  • أول حالة تسمح فيها بسفك دم المسلم هي القصاص، وتحدث هذه الحالة عندما يتم قتل شخص بدون حق، ففي هذه الحالة، يتم قتل القاتل، ونستند في ذلك إلى قوله تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب).
  • الحالة الثانية التي يتم الحديث عنها هي الثيب الزاني، وهو الرجل المتزوج أو الذي سبق له الزواج ويقوم بارتكاب فاحشة الزنا، وقد وضع الله تعالى عقوبة للزنا وهي الجلد حتى الموت، وذلك بناءً على قوله تعالى (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة).
  • يشير المقصود بـ “الحالة الثالثة” هنا إلى الشخص الذي ترك دينه وانتقل إلى دين آخر، مما يعتبر ارتدادًا عن الإسلام وفارقًا لجماعته، وبالتالي يحل للمؤمن إراقة دمه.

ترك الكبائر

  • من بين دلالات رحمة الله تعالى بنا هو أنه جعل لنا أجرا وثوابا عظيما في ترك العبادات، ففي ترك العبادات يجاهد الفرد نفسه، ولا شك أن ترك المعاصي يجعل الفرد صاحبا لمنزلة عظيمة عند الله تعالى، على عكس الذي يتبع شهواته ويضل ويفسد في الأرض، ونستدل في هذا الأمر على قول الله تعالى في سورة النازعات: (فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى، وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى، يسألونك عن الساعة أيان مرساها).
  • على المسلم أن يعمل لآخرته وأن لا يشغل نفسه بأمور الدنيا، فالهدف من وجودنا في الدنيا هو طاعة الله عز وجل لكي ندخل الجنة، فعندما نقف أمام الله عز وجل للحساب، سيتم منحنا جزاءنا من الحسنات وعقابنا من السيئات، وقد قال الله عز وجل في كتابه الحكيم: “من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.

سبل الابتعاد عن كبائر الذنوب

تجنب الكبائر من واجبات المسلم تجاه ربه، فلقد خلقنا الله عز وجل لنطيع أوامره ونعبده لا لنعصاه ونشرك به، وهناك بعض السُبل التي تعين المسلم على تجنب الفواحش وارتكاب الآثام، ومن ضمن هذه  الطرق ما يأتي:

  • تقرب المسلم من الله تعالى والحرص على أداء العبادات وأداء الصلوات في وقتها يساعد المسلم على تجنب الفتن والفتن الدينية.
  • يجب تجنب اتباع الهوى والامتناع عن السعي وراء الشهوات والتركيز على الطاعات.
  • ينبغي التضرع إلى الله عز وجل وطلب الهداية منه، فهو المعين والقادر على تثبيت القلوب.
  • ينبغي التفكير في الآخرة وتذكير النفس بأن الله شاهد ومطلع على جميع التصرفات، وأنه سيحاسبنا عليها في يوم المحاسبة.
  • ينبغي ملء وقت الفراغ بأعمال أو طاعات قدر الإمكان، فالانشغال المستمر يجعل الفرد بعيدًا عن الفكر في إشباع شهواته.
  • تجنب الإقامة مع أصدقاء السوء واختيار الصحبة الصالحة.

كيف نحمي أنفسنا من الوقوع في الشرك

إن الوقوع في الشرك يعني للإنسان خسارة حياته وآخرته، فقد قال الله عز وجل في آيات كتابه العزيز (ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا)، وعقوبة الشرك بالله هي حرمانه من دخول الجنة، فإنها أعظم الكبائر وأعظمها على الإطلاق. وهناك بعض الوسائل التي تضمن للفرد حماية نفسه من الوقوع في الشرك، وتتمثل هذه الوسائل في:

  • يجب على الفرد أن يتذكر وجود الله عز وجل في كل ما يدور حوله، لحماية نفسه من الاختلاط بالأشرار والتعامل معهم.
  • التضرع إلى الله والتماس الهداية منه عز وجل.
  • يجب الحرص على أداء العبادات الفريضة وعدم تركها، فإذا ترك العبد الطاعات الفريضة، فسيضلّ عن طريق الهداية.
  • يتضمن الحرص على اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتفقد في شؤون الدين.

بهذا نكون قد وصلنا متابعينا الكرام إلى ختام مقالنا اليوم الذي حرصنا من خلاله على أن نستشهد بالأحاديث النبوية والآيات القرآنية للتأكيد على المعلومات التي وردت به، ولمزيد من المعلومات يمكنكم متابعة مقال ما هي كبائر الذنوب ؟، نشكركم على حسن متابعتكم لنا، وندعوكم لقراءة المزيد في عالم الموسوعة العربية الشاملة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى